الغزو الروسي لأوكرانيا يهدد الأمن الغذائي في العالم العربي
كيفه ميديا / بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا دول عربية ستواجه صعوبة في توفير الخبز لمواطنيها
في وقت يستمر فيه النزاع في أوكرانيا بعد الغزو الروسي، قد يجد المصريون واللبنانيون واليمنيون ومواطنون من دول عربية أخرى، صعوبة في توفير الخبز على طاولة طعامهم نظرا لاعتمادهم على واردات القمح من روسيا وأوكرانيا.
وحذّر معهد الشرق الأوسط للأبحاث من أنه “إذا عطّلت الحرب إمدادات القمح” للعالم العربي الذي يعتمد بشدة على الواردات لتوفير غذائه، “قد تؤدي الأزمة إلى تظاهرات جديدة وعدم استقرار في دول عدة.”
ويبدو أن السودان الذي يعاني من تراجع في احتياطاته النقدية منذ توقف المساعدات الدولية الذي جاء ردا على الانقلاب العسكري في أكتوبر/تشرين الأول، سيكون أول المتضررين.
وفي اليمن، يقول المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، “كنّا نظن أننا وصلنا إلى القاع، لكن لا، الحال أسوأ (…) نحن نحصل على نصف طلباتنا من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، سيكون لهذه الحرب تأثير مأساوي.”
ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، تتسبّب حرب أخرى في سوريا في تجويع 12,4 مليون سوري. بينما كان هذا البلد مكتفيا ذاتيًا من القمح حتى عام 2011، تاريخ اندلاع الانتفاضة التي تحولت إلى نزاع مسلح فيه. وقد اضطرت دمشق، بعد سنوات من الحرب التي ساعدت فيها روسيا الحكومة عسكريا، “إلى شراء 1,5 مليون طن من القمح في عام 2021، معظمها من موسكو.”
أما في لبنان المجاور حيث أدى انهيار النظام المصرفي إلى إفقار 80 في المئة من السكان وانفجار مرفأ بيروت إلى تدمير صوامع القمح، فالمخزون أقل.
وقال ممثل مستوردي القمح في لبنان إن بلده “يستورد بين 600 و650 ألف طن سنوياً، ثمانون في المئة منها من أوكرانيا”، عبر بواخر تصل لبنان خلال سبعة أيام، مضيفا أن “البديل عن أوكرانيا هو الولايات المتحدة، إلا أن الفرق يكمن في أن الشحنة تحتاج إلى 25 يوماً من الولايات المتحدة (…) ما يعني أن لبنان قد يدخل في أزمة”.
وفي المغرب حيث يعتبر القمح أساسيا لصناعة الخبز أو الكسكس، قررت الحكومة المغربية زيادة مخصصات دعم الطحين إلى 350 مليون يورو، وعلّقت الرسوم الجمركية على استيراد القمح.
لكن تونس غير قادرة على فعل ذلك. ففي ديسمبر/كانون الأول، رفضت البواخر تفريغ حمولتها من القمح لعدم دفع ثمنها، وفق ما ذكر الإعلام في تونس حيث يتزايد الدين مع ذوبان احتياطات العملات الأجنبية. وتستورد تونس 60 في المئة من القمح من أوكرانيا وروسيا، ولديها مخزون يكفي حتى حزيران/يونيو.
في الجزائر، ثاني مستهلك للقمح في أفريقيا وخامس مستورد للحبوب في العالم، يكفي المخزون ستة أشهر على الأقل.
وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم وثاني أكبر مستورد من روسيا، واشترت 3,5 مليون طن من القمح حتى منتصف يناير/كانون الثاني، وفقا لشركة “أس اند أس غلوبال”.
وحتى بعد أن بدأت القاهرة في السنوات الأخيرة، بشراء القمح من موردين آخرين، لا سيما رومانيا، فقد استوردت في عام 2021 50 في المئة من القمح من روسيا و30 في المئة من أوكرانيا.