د / المهدي ولد محي الدين يكتب : “بكار ولد أسويد أحمد”
كيفه ميديا / د . المهدي ولد محي الدين يكتب ورقة تعريفية عن حياة الأمير المجاهد بطل المقاومة بكار ولد أسويد أحمد
بكّار ولد اسويد احمد الرجل، الشهم، الأصيل، المقدام، الشجاع، الكريم، الجواد، البطل، الذي لا يدانيه في إدوعيش قاطبة غير جدّه الأمير امحمد شين.
ولد بكّار سنة: 1818م، وأمُّه السيّدة افيطمات بنت محمد ولد بكّار ولد أعمر، ونشأ وسط بحر من الأحداث التاريخية الهامّة، وكانت طفولته طفولة (أولاد لعرَب)، التمرُّن على ركوب الخيل، والرماية، والفتك بالأعداء، وقد توفي عنه والده الأمير اسويد احمد صغيرا، وتولى الإمارة عمُّه سليمان ولد محمد ولد امحمد شين، وبعد وفاته تولى عمُّه الآخر عبد الله، فنازعه بكّار، ثم خلُصت له إمارة (أبكاك) فتقلّدها سنة 1836م، وانفرد بها في عموم تگانت، وانفرد ابن عمّه المختار ولد أحمد المختار بإمارة (اشراتيت) في الرگيبه.
بقي بكّار في الإمارة لما يقرب من 70 سنة، خاض خلالها الحروب شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، ولم يهزم في معركة – كما قال الرائد الفرنسي جيلييه – وكان بكّار يقول (استراح اللا حد اغلبناه، أمّ حد اغلبن ماهو لاهي يستراح)، وقال أيضا جيلييه: (من تگانت وحتى أزواد لم يكن بمقدور أحد أن يعترض طريقه).
وكان رجلا شهما عفيف النفس، لم يستفد في حياته من ثلاث (لم ينتفع بآمكبل، ولا بمهر إحدى بناته، ولا بالذكر من نسل خيله) كلُّ ذلك يجعله صدقة للفقراء، وقد طال عمره حتى قارب المائة سنة، وكان يرجع طول عمره إلى كثرة الصدقة.
وقد جيّشت فرنسا له جيشا عظيما بقيادة الرائد فرير جانه، وبمساندة حلفاء فرنسا في مختلف القبائل، وتمّت محاصرته في مختلف الجهات، وهو إذ ذاك كبيرا في السن، فاستشهد في رأس الفيل صبيحة يوم الأربعاء، 1 إبريل، سنة: 1905م، بعد أن تبادل مع أحد گوميات الرصاص، وحين تيقّن من موته في ذاك المكان استنجد أعداءه أن يقتلوه ولا يتركوه حيا، فذهبوا عنه، وتوفي بعدهم بأيام، وقد قيل في رثائه الكثير ومن جميل ما قيل فيه
رحم الله السلف وبارك في الخلف.
د/ المهدي ولد محي الدين