الأخبار

نبذة تعريفية عن : الأمير المجاهد المختار ولد أحمد

كيفه ميديا / نبذة عن حياة وجهاد الأمير المختار ولد أحمد ولد المختار ولد أمحمد شين :

آلت الأوضاع السياسية لإدوعيش الإمارة بعد وفاة المختار ولد أمحمد شين 26-1827م إلى الإنقسام بصفة نهائية إلى إمارتين شمالية عرفت اصطلاحاً بأبكاك في أجزاء من تگانت وأجزاء من آفطوط، وأخرى جنوبية في أرگيبة وأجزاء من تگانت وآفطوط عرفت بأشراتيت، قبل أن يتم التمايز المجالي في العهد الإستعماري.

هو المختار ولد أحمد ولد المختار ولد أمحمد شين ولد بكار ولد أعمر ولد أمحمد بن خونه، سليل الدوحة اللمتونية وحفيد المرابطين، وأحد أبرز قادة المقاومة الوطنية، ولد في تگانت في حدود 1840م، ومات مهاجراً بدينه إلى الله ورسوله بعد أن استنفد كل سبل الجهاد في حدود سنة 1911م في آگادير بأحواز مراكش، أي أنه عاش حوالي 71 عاماً أمضى منها 45 سنة في قيادة أشراتيت، أكبر مكون إجتماعي في عامة إدوعيش، حيث تسلم مقاليد الحكم وهو في ربيعه السادس والعشرين، وكانت سنوات جهاده في مرحلة تجاوز فيها الستين مما يوحي بقوة الإرادة والعزيمة وبصدق الإيمان.

بعد أن اظهرت فرنسا نيتها في احتلال البلاد، اتحدت إدوعيش بشقيها الجنوبي (أشراتيت) تحت قيادة شيخ أشراتيت المختار ولد أحمد والشمالي (أبكاك) تحت قيادة شيخ أبكاك بكار ولد أسويد أحمد لمواجهة هذا الإحتلال، ففي رسالة للمختار ولد أحمد رداً على رسالة من كبولاني، يقول له :

“إن هتك الحريم وأخذ الأرض عنوة مسائل لا يقبلها إلا ضعيف العقل”.

وفي اتحاد إدوعيش بشقيها أشراتيت وأبكاك لمواجهة المستعمر الفرنسي، يقول كل من الرائد جيليي والنقيب گاستون :

“استمر أبكاك وأشراتيت متحدين ومعادين لنا بجلاء”، ويؤكد كلاهما أن سياسة التفكيك التي اعتمدها كبولاني في بعض المناطق لم تنجح في إدوعيش بشقيها (أشراتيت وأبكاك)، حيث يقولان ما نصه “مفاوضات كبولاني مع إدوعيش وقبائل آدرار يبدوا أنها لا تعطي أي نتيجة، وسياسته في التفكيك منيت هذه المرة بالإخفاق”.

وذكر الفرنسي المتأخر “بيير آميلهات” بحسرة إتحاد إدوعيش بشقيها (أشراتيت وأبكاك) في مواجهة فرنسا، حيث يقول “لقد حقق التهديد الفرنسي، ما لم تحققه المفاوضات والحروب على مدى مائة سنة”.

ويقول الرائد الفرنسي أفرير جان في مذكراته الصفحة 223، ما نصه :

“عَلمنا يوم “24” أن إِدوعيش الذين لم يكونوا قد تحركوا في فترة الأمطار والذين استأنفوا نشاطاتهم قد إشتبكوا يوم “17” يناير مع قواتنا عند أمبودْ، فقد اصطدم النقيب ميكلارد الحاكم المقيم لأمبود بجماعة أَنداياتْ وهم فرع من أشراتيت أحد الفرعين الكبيرين لقبيلة إدوعيش”.

ويقول في تقريره عن نهاية مهمة اللحاق بإدوعيش (أشراتيت وأبكاك) في أفله .. ما نصه “والقبيلة التي هي أشد وأشرس قبائل البيضان مقاومة لنا، والتي في ألاك 1903م، ودرگل 1905م كانت على وشك أن تهزمنا نهائيا، أنزلناها من تگانت باتجاه أفله” ..

ويضيف “بوگادوم لم أجد فيه إلا الحلتين الأميريتين (أبكاك وأشراتيت) …….. فمجموعات إدوعيش الأخرى ليست فيه، فباغتناهم” ..

وفي جهاد المختار ولد أحمد يقول المؤرخ محمد ولد الدّي ولد بكار ولد أسويد أحمد في مقال له حول التوشيحات التي منحت لبعض أحفاد المجاهدين، وبالمناسبة لم تكن منصفة نهائياً، حيث قال ما نصه :

“ومثالاً على تغييب رموز المقاومة أذكر بالأمير المختار ولد أحمد شيخ أشراتيت الذي شارك مع أبناء عمومته من إدوعيش في 10 معارك هي (ألاگ وشگار دعماً للبراكنة، ومعارك مال وميت وامبود وگمل في آفطوط ودرگل وانتاكش واتويزرزيت، وتنشيبه، والنيملان وحصار تجگجة في تگانت، وبو گادوم في أرگيبة وهي معارك أمتدت من سنة 1903م إلى نهاية 1906م) وتوفي مهاجراً … “.

ويقول الدكتور أحمد ولد هارون إبن الشيخ سيديا في سلسلة الشهيرة عن نازلة الإستعمار، ما نصه :

“من الشائع في منطقة الرقيبة وغيرها أن الفرنسيين عرضوا على الأمير المختار بن أحمد الاتفاق معهم والإبقاء على إمارته وامتيازاته، وذلك بواسطة سَمِيِّه وابن أخيه المحبَّب إليه المختار بن عثمان. كما حاول أفراد من عشيرته أن يَثنوه عن الهجرة، فأجابهم جوابَه المشهور : أنه عاش حراً ولن يقبل غير ذلك بعدما بلغ من الكِبر عتِيّا. وأشار إلى الشيب في ذراعه. ثم هاجر ومعه 24 رجلا من قومه”.

ويقول الدكتور محمد المختار ولد محمد الهادي أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة نواكشوط، ما نصه :

“هاجر المختار في ركب من أهل بيته وإخوته، وجميع قادة فصائل أشراتيت من أمثال شيخ أجلالفة المجاهد أعل ولد فال ولد منكوس وشيخ أندايات المجاهد عثمان ولد أعليلوات والبطل المجاهد أعل ولد المامي والبطل المجاهد المختار ولد عمارو وغيرهم من أعمدة العشيرة، في رسالة تضامن وإشارة تزكية مؤداها أن إجماع العشيرة مازال منعقداً على قائدها التاريخي، وأنه مازال عزيزاً مطاعاً في قومه حتى في أصعب اللحظات وأخطر القرارات.

وفي لحظة وداع مؤثرة، في أعماق تيرس، تحت ظلال الحراب خاطب المجاهد المختار ولد أحمد ولده وأبناء إخوته وقادة فصائل عشيرته، قائلاً : إنني أرى في عيون البعض رسائل استعطاف لعلي أعدل عن قرار الهجرة، ولكنني كما تعلمون عشت حراً حتى شابت معاصمي، فلا مقام لي في ظل النصارى فذاك هوان لن أرضاه الدهر ما حييت”.

وفي هجرة المختار ولد أحمد يقول الشاعر أنبط ولد سدّوم ولد أنچرتُ :

المُـخْـطَارْ هـَاجَــرْ بِـيهْ الـرّبْ ## وَالْقَـلَـظْ وَامْـرَوَّتْ لَعْرَبْ

…….. إلى آخر النّص.

رحم الله السلف وبارك في الخلف

بكار ولد أحمد المختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى