الأخبار

التغيير الديمقراطي في السينغال يضع النظام الموريتاني في موقف حرج 

كيفه ميديا /  التغيير الديمقراطي في السينغال يضع النظام الموريتاني في موقف حرج 

منذ حوالي ثلاث سنوات لاحت في سماء المنطقة رياح التغيير السياسي، فعصفت بأنظمة متجذرة في عدة دول بغرب إفريقيا ( مالي ، بوركينافاسو ، التشاد )  تولي الشباب زمام الأمور بنفسه و ثار على الأوجه القديمة و الأساليب القديمة في إحتكار السلطة من قبل شخصيات من الدولة العميقة تتواجد في أعلى الهرم  منذ عقود، تتبادل المناصب وتحظى بالامتيازات ويستشري بينها الفساد المالي والإداري  ، كان المحرك الرئيسي لهذه التوجهات السياسية الجديدة في المنطقة . 

رياح التغيير هذه آخذة في الإتساع  فهاهي السينغال لكن هذه المرة بطريقة – ديمقراطية مدنية – تنتخب شابا معارضاً ينحدر من وسط فقير ( من أسرة تعمل في الزراعة ) خرج لتوه من السجن رئيساً للبلاد تمشيا مع الأحداث و المتغيرات الجديدة . 

لكن في الحالة الموريتانية يبدو أن الأمور مختلفة تماماً عن جاراتها من الدول الإفريقية . فالنظام الحالي تأسيا بالأنظمة السابقة و سيرا على نهجها يركز على العوامل الاجتماعية ( القبلية و الدينية ) كوسيلة لتحصين نفسه من خطر الهزات و المتغيرات السياسية، يتجلى ذلك في إشراك شيوخ القبائل و المشايخ الدينية و الصوفية في الكعكة الدسمة بهدف مواصلة تخدير الشعوب و إخضاعها و سلب إرادتها .

لكن هذا الأسلوب يستقيم و يزدهر في أوساط قروية ريفية ومعزولة كما كانت عليه الحال في بلادنا سابقآ، أما اليوم فإن وجود مدن كبيرة كالعاصمة نواكشوط و نواذيبو و الزويرات و روصو و كيفه……..مدن مكتظة بعشرات آلاف الشباب العاطلين عن العمل التواقين لإحداث تغيير لواقعهم المأساوي و هم يتفرجون منذ عقود على النهب المنظم لخيرات بلادهم من قبل مجموعة قليلة تتبادل المناصب بطريقة مكشوفة وغير مسؤولة . واقع خطير يجعل موريتانيا بمثابة حقل ألغام متوهج و جاهز . 

فهل يعي النظام الحاكم في موريتانيا خطورة المتغيرات الدولية والإقليمية و الوطنية ويجعل من الإنتخابات الرئاسية القادمة فرصة ثمينة لتنظيم استحقاقات شفافة ونزبهة لايوجد فيها مرشح محسوب على النظام وتحت إشراف لجنة وطنية مستقلة ليس لها ماض في التلاعب بأصوات المواطنين و احتساب الأصوات اللاغية و الحيادية لمرشحين بعينهم  ؟

أم أن النظام الموريتاني سائر في طريق قد تؤدي لاقدر الله إلى انفجار للوضع بطريقة تجعله خارج السيطرة, كما حدث في عدة بلدان وهو مايتمناه أعداء الوطن في الداخل و الخارج ؟

تساؤلات ستجد اجوبتها في المستقبل القريب فموريتانيا لن تكون بمنأى عن مايجري في المنطقة من حولها .

قسم التحرير بوكالة كيفه ميديا 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى