الحسين ولد مدو: من صوت النضال إلى صمت الوزارة، ما الذي تغيّر؟..
الحسين ولد مدو: من صوت النضال إلى صمت الوزارة، ما الذي تغيّر؟..
كيف لرجل مثل الدكتور الحسين ولد مدو، الذي كان يومًا رمزًا للنضال النقابي وراية للعدالة والمساواة، أن يتحوّل إلى وزير صامت أمام ما يعانيه قطاعه من تهميش وتخبط؟.. وكيف لمنابر الحرية التي اعتلاها بقوة الكلمة وصلابة الموقف، دفاعًا عن الصحافة ورفضًا للظلم والتكميم، أن تصبح اليوم مجرد ذكريات في زمن صمته المحير؟.
فالصحافة التي كانت يومًا رمزًا لنضاله تعاني الآن تهميشًا غير مسبوق،.. والفساد الذي كان يناضل ضده يتفاحش علنًا في أروقة الوزارة دون أن نرى منه أي اعتراض أو تحرك.
وكان آخر المشاهد المؤسفة فشل النسخة الثالثة عشرة من مهرجان مدائن التراث في مدينة شنقيط، الذي كان من المفترض أن يكون واجهة مشرفة تعكس عظمة التاريخ وعمق الثقافة، وإذا به يكرس حالة من الارتباك والتخبط والضعف الإداري.
هل أصاب الرجل تعب المسيرة الطويلة؟.. أم أن بريق المناصب قادر على تغيير المواقف وتبديل المبادئ؟.. هل وجد نفسه محاصرًا بلوبيات الفساد المتجذرة في الوزارة حتى أصبح عاجزًا عن المواجهة؟.
أم أنها مؤامرة محكمة تُحاك ضده، تهدف إلى حرق رصيده وتشويه سمعته في بداية مشواره الوزاري، وهو لم يدرك بعد تفاصيلها وخيوطها؟.
إن هذه التساؤلات تطرح نفسها بإلحاح على كل من عرف الرجل يومًا في ساحات النضال، حيث كان الصوت الحر والموقف الصلب.
فهل سيعود الدكتور الحسين ولد مدو إلى ما عهده الناس فيه من شجاعة ووضوح في الرؤية؟.. أم سيظل هذا الصمت علامة استفهام تلقي بظلالها على مسيرته الوزارية؟.
-سيدي عثمان ولد صيكه